لابد من استمرار جذوة الثورة ..لأن القادم هو الأصعب ...الثورة مستمرة علي الخط لاقتلاع ثقافة الاستبداد والخنوع والاستسلام والتي نعيش حالتها منذ قرون حتي اصبح حال اغلب الناس أنهم لايشعرون بالامان والاطمئنان الا في وجود حاكم طاغية مستبد قاس مرعب ...ولاننا بكل فخر نقدم ونصنع في بيوتنا وعائلاتنا ومدارسنا ومشايخنا وكل من له فضل علينا أو بدون... نصنع بغزارة مستبدين علي كل لون ورائحة وذوق ..وترجم ذلك اديب نوبل نجيب محفوظ في الثلاثية شخصية الدكتاتور العائلي ( سي السيد ..والذي يمثل كل مستبد حتي الحاكم بأمره والست أمينة هي الشعب الغلبان المستسلم بحب لمرمطة سي السيد وأي حاكم بأمره ...)
تعودنا علي السمع والطاعة بلا نقاش للمتكلم والمتحدث والآمر..حتي مشايخنا الاعزاء لايطيقون هم ومريدوهم أي اعتراض أو نقاش أو مخالفة لكلامهم وياويل من يقع حظه العاثر أمام اي محفل أو منتدي يعترض علي رأي فلان أو ترتان فسيكفر ويخرجوه من الملة ...والغريب هو ...مهما كان هذا الشيخ وارتفع قدره هل هو افضل من سيدنا عمر الذي خالفته أمرأة واعترضت علي كلامه في المسجد وأمام الجميع فرجع عن رأيه وقال بما معناه قولته المشهورة أخطأ عمر وأصابت امرأة ..المهم أنه لم يرد أن احدا من الجالسين شتم المرأة أو سبها أو حتي اعترض علي كلامها لانها تناقش امير المؤمنين والحاكم عليهم ..أما الآن في برامج التوك شو وفضائيات البيزنس الوعظي فلا يستطيع أحد تحت سيف الارهاب ان يعترض ..
فلماذا اذن نلوم الحكام المستبدين ؟؟....انهم من فلذتنا ومن انتاجنا نحن ومن صناعتنا وتلك بضاعتنا ردت الينا ..
ولولا شباب الفيس بوك الذي "خلع" من تلك الثقافة وعرض ارائه وناقش وحاور علي صفحات الفيس بوك ولم يسلم لثقافة الكبار وثقافة المجتمع الآبوي والرعوي ..ولولا ايضا ان هذا الشباب في عدد كبير منه تلقي فرصة التعليم الراقي الذي يخًرج انسانا له وعي وله ثقافة علمية مكنته من الانطلاق بعيدا عن ثقافة التخلف التي نعيش في مياهها الضحلة ..كان ذلك من اسباب صنع مدد وبركان الثورة.
هل ستستمر الثورة في أن تبذل جهودها لتقتلع جذور ثقافة الاستبداد حتي لايأتي من بنات افكارنا مستبد آخر..
كتبه : محمد امام نويرة

