عندما اري الدكتور محمد البرادعي اشعر بالمصرية الاصيلة المعروفة منذ القدم عن المصريين... اشعر بروحه المصرية الاصيلة والتي عرفناها في ابطال مصريين عظام مثل الزعيم احمد عرابي ..اري مستقبل مصر في عينيه تبرق كالضوء اللامع ...
الرجل تعرض سابقا لحملة من نظام حسني مبارك وابنه جمال اقل ما توصف انها حملة ظالمة لتحطيمه وتحطيم النموذج الذي قدمه ويمثله الرجل لمقاومة الاستبداد ومشروع التوريث ...تعرض لحملة تشويه شخصية رغم عظم قامته عالميا ..واستهدفوا بنذالة منقطعة النظير اسرته وكيانه الشخصي ..ولكنه تحمل صابرا ولم يتزعزع واستمرفي معارضته لاستبداد الطاغية حسني مبارك وهو الذي الهب شباب الثورة بنزوله ساحة المعركة مبكرا والهمهم القدوة واعطي زخما كبيرا لشباب الفيس بوك الذي راهن هو عليه وكان تأثير نزوله ساحة العمل السياسي ومعارضة النظام بلا هواده ..كل ذلك هو الذي الهم شباب الفيس بوك ودفعه خطوة الي الامام ليندفعوا في مسار العمل الوطني ...
كان نزوله حلبة المصارعة ضد النظام العائلي لحسني مبارك هو الذي فتح السدود لجريان ماء النيل في اوردة وشرايين الشباب فانتفضوا وكانوا يحتاجون الي مثال وطني يجسد الرومانسية الوطنية ..ولماذ هو بالذات وليس غيره ؟؟
كل نماذج العمل السياسي التي كانت موجودة ومترافقة مع نظام حسني مبارك كانت هي جزء من النظام من أول الاحزاب الورقية والقطنية والكتانية وكذلك الاخوان المسلمين جزء من التركيبة السياسية لنظام حسني مبارك فهي حينما كانت تعارض ظاهريا نظام حسني مبارك في الوقت نفسه تشاركه اللعبة السياسية وتقر بقانون اللعبة السياسية التي وضعها النظام وتعطي مسوغات الشرعية لنظامه وآليات العمل السياسي له وتقبل هي وكل الاحزاب الفتات وكان الفتات يزيد احيانا او ينقص طبقا لقواعد اللعبة المعمول بها وضع مع هؤلاء الاحزاب والشخصيات الناصرية مثل حزب الكرامة وحمدين صباحي ومعهم حزب التجمع كل هؤلاء لم يكن خلافهم متجذرا مع نظام حسني مبارك ولكنه خلاف حول قطع التورته ونصيبهم فيها ولم يكن خلافا اصيلا مع النظام بل ويتفقون مع النظام في معظم آلياته ..وحتي حينما اوشك النظام علي السقوط واشار عمر سليمان حينما عين نائبا للرئيس لأول مرة كجزء من لعبة استيعاب الثورة واجهاضها وايقاف عجلتها اشار عمر سليمان باصابعه الي المعارضة حتي الآخوان رغم نداءات المعارضه راحوا يجلسون لاول مرة علي الاريكة السياسية بعدما كانت دعوتهم للحوار تجري مع ضباط امن الدولة فقط راحوا وهم سعداء بالظهور العلني مع النظام في بدلته الجديدة ولم يهتموا بالمعارضة الآتيه من ميدان التحرير لمشاركتهم فهم رغم مشاركتهم الرمزية مع الجبهة المصرية للتغيير برئاسة البرادعي ورغم اتفاق الجبهة علي عدم المشاركة سابقا في انتخابات مجلس الشعب الاخيرة لكنهم لم يلتزموا بموقف الجبهة وشاركوا في الجولة الآولي للانتخابات وبعدما تأكدوا انهم لن يحصدوا اي مقاعد وان التزوير بات واضحا لكل ذي عينين قرروا الانسحاب في الجولة الثانية ( بعد ماخربت مالطا ) ..
الا البرادعي الذي لم يتنازل عن مواقفه التي تقاطع النظام بضراوة ولا تقبل انصاف الحلول وفي ميدان التحرير حيث كان اول من نزل مع شبابه من ابطال الثورة لم يتحرك ساكنا من الميدان واصر مع الشباب علي عدم قبول اي التقاء او حوار مع النظام المتهاوي قبل الرحيل تماما وكان رهانه هو الذي نجح في النهاية ومازال الي اليوم متمسكا مع شبابه بالتغيير الجذري ولا لانصاف الحلول ..
الآن مع نيته الترشح لانتخابات الرئاسة مما اشعل معركة رخيصة مستمرة من ايام النظام البائد ويتلقفها الآن كل الكارهين لحضوره السياسي وسمو مواقفه ونبلها وطهارته وعدم تلوثه بمداهنة النظام الذي تهاوي ..يتعرض ومازال يتعرض جتي اللحظة لحرب سافلة من اتباع النظام البائد من الذين اشتركوا في مقاعد المعارضة الصورية ومنهم بالطبع حمدين صباحي وكل بقايا الناصرية التي هي السبب في اصابة الجسد المصري بالوهن وقبول الاستبداد وهي التي مهدت بدساتيرها وعرفها للتفرد بالحكم والدكتاتورية كل هؤلاء ومعهم الاسلاميين يحاربون الرجل ويرددون نفس اقاويل نظام مبارك المنهار انهم جميعا نتاج مائدة واحدة وان تنوع انصبتهم فيها ...
ومازال البرادعي مع الشباب صابرا محتسبا بكل براءة الوطنية يناضل من اجل تغيير حقيقي لا شكلي رغم هجوم الثورة المضادة واتباعها من معارضة النظام المنهار ..مازال البرادعي بكل براءته الوطنية يكرر دور احمد عرابي الذي ثار فقط لاجل المصريين ابناء وطنه امام الخديوي لم يرفع شعارات وطنية كالتي يرفعها الناصريين والقوميين ولم يرفع شعار الاسلام هو الحل لان الاسلام هو موقف وقرار لصالح الجماهير المسلمة وغيرها من الفقراء والمظلومين يحقق فريضة دينية من غير شعار ولا انتهازية مفضوحة مثل الاخوان وغيرهم ..
وستنتصر جبهة البرادعي مع الشباب لانها تمثل المصرية الاصيلة والتي تمتزج بالماء المتدفق من نهر النيل.. وطنية احمد عرابي ومصطفي كامل .
كتبه محمد امام نويرة